أعرب مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز معالي الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصي عن سعادته البالغة بمناسبة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع ، وصرح قائلاً :
إن سموه الكريم رمز وطني كبير تفخر به المملكة وتعتز به ، ونموذج للوفاء والأمانة ، ومثلٌ للإنسانية بكل معانيها ، والمتأمل في مواهبه وقدراته الشخصية ، ومسيرته الإدارية خلال ستة عقود من الزمن يدرك بوضوح ما حباه الله تعالى به من مواهب وقدرات كالذكاء الوقّاد، والبديهة السريعة، والذاكرة الحاضرة، والشغف المعرفي، والحنكة السياسية، والهِمَّة العالية، جعلت منه قائداً ألمعياً تنويرياً موسوعي الثقافة بشتى مشاربها ، وبخاصة في المجال العلمي والاجتماعي والسياسي، وتحققت له نجاحات قلّ نظيرها : فالرياض الحبيبة التي كانت مدينة صغيرة سارتْ في كَنَف إدارة سموه الكريم مسيرة تقدمية أوصلتها إلى مصاف العالمية تطوراً وازدهاراً في كافة المجالات المدنية ، وأضحت حاضرة العالم الإسلامي في الثقافة والعلوم، وصارت محط الأنظار بما احتضنته من هيئاتٍ ومؤسساتٍ ومناشطَ ورجالاتِ فكر وإبداع .
وامتدت عطاءاته وإنجازاته حفظه الله لتشمل سائر مدن المملكة العربية السعودية وأفيائها، فما يلتفت المرء يَمْنَة أو يَسْرة إلا ويجد بصماته ظاهرة جلية ، لا سيما في مجالات المعرفة ، فالمطالعة المتجددة، والمتابعة المستمرة لمستجدات العلوم جزء من مفردات أعماله اليومية حفظه الله، فمَخر عُباب المعرفة حتى بلغ أعماقها ، لذا كان للمؤسسات العلمية موقع مميز من نفسه واهتماماته، وللعلم والعلماء تبجيل خاص، حتى إنه ليرى في تكريم العلماء تجسيداً للثوابت، واستنهاضاً للهمم، واعتلاء بالبلاد إلى مشارف العالمية. ومن هذا المنطلق وجدنا حرصه البالغ على إكرام العلماء أياً كانت اختصاصاتهم، وسواء كانوا من أهل المملكة العربية السعودية أم من خارجها، فالعلم عنده محبوب ومكرَّم لذاته، وتفعيلاً لهذه الحقيقة رأينا دعمه السخي لمجموعة وافرة من الكراسي العلمية في مختلف جامعات المملكة العربية السعودية ومناطقها والتي منها: كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة، وكرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للإسكان الخيري، وكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات القرآنية. وبإمكان كل مهتم بالشأن العلمي والبحثي أن يتصور حجم الثمار الإيجابية والآثار النافعة لمثل هذه المشروعات الأصيلة والدقيقة.
وإذا التفتنا إلى الشأن الإنساني والاجتماعي؛ شاهدنا رعاية من سموه الكريم حفظه الله توازي اهتماماته الأخرى وربما تفوقت عليها ، حتى إنه عُرف بأمير الوفاء لفرط إنسانيته وحبه للخير، ودأبه في الإعانة والمواساة ولَأم الجراح ، وأنشأ لأجل ذلك العديد من المؤسسات الخيرية والتي من أبرزها : جمعية إنسان لرعاية الأيتام، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، إلى جانب رعايته العديد من المؤتمرات والفعاليات الخيرية، كما ترأس العديد من لجان الإغاثة التي واسى من خلالها إخوة لنا في مختلف البلاد العربية والإسلامية .
وحيث إن الريادة والمعرفة والإنسانية والوفاء سمات واسعة الطيف وبعيدة الآفاق، لذا وجدنا لسموه حفظه الله امتدادات عالمية، وجُلُّنا يعلم المكانة العالية والمرموقة التي يتسنمها سموه وفقه الله في المحافل الإقليمية والدولية، فسِماتُه وأعماله محط استلهام كثير من الجهات والهيئات خارج المملكة العربية السعودية، وخير شاهد على ذلك تقلُّده العديد من الأوسمة والجوائز العالمية.
ولهذا وغيره كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أهلاً لكل منصب تولاه، ولخلافة شقيقه الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله في منصب وزير الدفاع، ثم توليه منصب ولاية العهد خَلفاً لشقيقه فقيد الوطن الكبير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز طيب الله ثراه ، وأسكنه فسيح جناته .
كنتَ يا صاحب السمو ساهراً على الرياض وأمنها ، ثم أصبحت حامياً لحياض الوطن كله، وها أنت اليوم أمين الوطن، والساعد الأيمن لشقيقك قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيّده الله ، فبارك الله في جهودك ، وأمتعك بالصحة والعافية، وحفظك ذخراً لبلادنا العزيزة ، وللأمة العربية والإسلامية قاطبة .