حظيت المملكة العربية السعودية منذ بواكير نشأتها بقادة أفذاذ، خَطّوا نهجها، ورسموا لها طريقاً أوصلها إلى مراتب متقدمة علمياً وتقنياً، وتفوقت على كثير من دول العالم في المجال الأمني والحمد لله. وإن المتمعن في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ليتراءى له ذلك المنهج المعتمد على التمسك بالثوابت الشرعية، والتأكيد على مبدأ العدل، وتعزيز مسيرة النمو والتطور وفقاً لبرامج وأسس علمية متقنة.
وإن كلمته حفظه الله التي جاءت شاملة لكافة المناحي السياسية والإنسانية والاقتصادية والتنموية وغيرها؛ تُجَلّى مدى حرصه الكبير وفقه الله على مواصلة الإنجازات، بل تطويرها وفقاً لمتطلبات المرحلة الراهنة بحيث تحقق المزيد من الأمن والرخاء والرقي العلمي والإداري، وهي قضايا تلامس عن كثب اهتمامات كل مواطن ومواطنه.
فالشفافية التي تحلى به الخطاب تضع الأمور في نصابها، وتبصِّر المواطنين والمواطنات بالحقائق الواقعية ولاسيما في الجانب الاقتصادي والعلمي، الأمر الذي يمنحهم دوراً مؤثراً في استمرارية المسيرة النهضوية للمملكة، فالوطن -كما قال حفظه الله- ينتظر من أبنائه وبناته الكثير، مؤكداً أن الجميع شركاء في التنمية، لا سيما وأن الدولة سخرت كافة إمكاناتها لينهلوا من العلم في أرقى الجامعات داخل المملكة وخارجها، وتعمل جاهدة على دعم القطاع الخاص لما له من دور مؤثر في تطوير الاقتصاد الوطني.
لقد أفصحت مضامين الكلمة عن الشخصية القيادية الفذة لخادم الحرمين الشريفين، والنظرة الاستراتيجية العميقة التي تستهدف مزيداً من الرقي للمملكة، وتتطلع إلى تعزيز مهارات وقدرات المواطنين والمواطنات، ومن ثَم استثمارها والإفادة منها في تتابع النمو والازدهار الذي تعيشه بلادنا المباركة على كافة الصعد.
إنه سلمان الوفاء والإخلاص، ذو الهمة والعزيمة العالية، والقائد الحكيم الذي يسير بالمملكة مستعيناً بالله تعالى ليبلغ بها أفضل المراتب وأعلاها.
وإنني وجميع أبناء الوطن وبناته لنعتز بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ونستشعر ما يجب علينا فعله كل في مجال اختصاصه التزاماً ووفاءً لقيادتنا الحكيمة وفقها الله، وبذلك تبقى بلادنا عزيزة شامخة بإذن الله .