إثر صدور بيان الديوان الملكي بنعي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ، أدلى سعادة وكيل جامعة سلمان بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الخضيري بالتصريح التالي :
إن نبأ فراق ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته آلم الجميع ، وأشاع الحزن والأسى في الصدور . ولا شك بأنه قضاء الله الذي لا راد له ، وأمره النافذ في جميع خلقه ، ولكنها فاجعة ألقت بظلالها علينا وبثت الحسرة في نفوسنا.
إنها بحق فاجعة أبكت العيون والقلوب ، وأفقدت الأمة العربية والإسلامية رجلاً حكيماً ، وقائداً محنكاً ، وإنساناً نبيلاً، حريصاً على بسط الأمن والأمان ، ومساندة العلم والعلماء، وتضميد الجراح ، وإعانة ذوي الحاجات، ودعم قضايا أمته العربية والإسلامية في كافة المحافل والميادين .. إنه الرجل القوي الذي وقف سداً منيعاً أمام المتغيرات والأطروحات الرامية إلى زعزعة أمن المملكة أو النيل من مكانتها وحضارتها ، أو المساس بمكتسباتها ، فباءت بالفشل بفضل الله تعالى ، ثم بجهوده الكبيرة ، وبقيت بلادنا والحمد لله تنعم بالأمن والأمان ، وتسطر تطوراً إثر تطور. إنها حسنات عِظام، أسأل الله تعالى أن يتقبلها من سموه ويثيبه عليها أجزل ثواب .
وإن المتأمل في سجل حياة سموه تغمده الله برحمته يجد فيه طوداً راسخاً في القيادة والإنسانية والخير، فهو – بعد توفيق الله تعالى – الذي أرسى نظاماً أمنياً متيناً ، أراح الوطن والمواطنين من التوجهات الغريبة ، والمسالك الملتوية، وأسهم إلى حد كبير في صيانة مبادئنا وأصالتنا ، وقبل ذلك انتماءنا الإسلامي والعربي. كما سطرت أياديه البيضاء حضوراً كريماً في ميادين العلم ومؤسسات التعليم ، فاسمه شامة على جبين الجامعات والمؤسسات العلمية ، وعلم على العديد من كراسي البحث العلمية التي تعنى بالسيرة النبوية والحسبة وغيرهما من مشارب العلم ، كما كان رحمه الله مصدر إلهام وفخر للهيئات والمؤسسات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة والمتنوعة . لقد كان رحمه الله جذوة من طاقة لا تخبو ولا تكل ، تسعى للخير وتبحث عن أهله ، وتحارب الشر وتدحر باغيه . لذا كانت الخسارة بفقده فوق ما نتصور ، وجُرْح فراقه غائر وعميق. وإنني إثر هذا المصاب الجلل أرفع خالص المواساة وأحر التعازي إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، وإلى أبناء الفقيد الغالي ، وإلى كافة الأسرة الكريمة المالكة ، كما أعزي نفسي وكل مواطن ومواطنة ، راجياً من الله العلي الكبير أن يغفر لفقيد الوطن والأمة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ، وأن يتقبله عنده بقبول حسن ، وأن يحسن مثواه ، ويجعل كتابه في عليين ، ويثيبه ثواب الصابرين ، ويغسله من ذنوبه بالماء والثلج والبَرَد، إنه وليّ ذلك والقادر عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وكيل الجامعة
د. عبدالرحمن بن إبراهيم الخضيري