يعد مفهوم التخطيط الاستراتيجي من أهم المفاهيم الإدارية التي لاقت انتشارا في السنوات الأخيرة، إيمانا بدوره وأهميته وضرورته في تحقيق النجاح للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتدريبية، ذلك لأن جوهره يدور حول الإجابة عن عدة تساؤلات أهمها أين نحن؟ وإلى أين نريد أن نصل بنهاية فترة زمنية محددة؟ وما الموارد المخصصة إلى حيث نريد أن نكون؟ وكيف نصل إلى حيث نريد؟ ومتى يتم الإنجاز؟ من سيكون المسؤول؟ عن التنفيذ، والإشراف والمتابعة والتقويم، مسؤولية من اتخاذ القرارات؟ وما هو تأثير الموارد البشرية لتحقيق أهداف الخطط الاستراتيجية؟ ما هي قاعدة البيانات المطلوبة لقياس التقدم؟ وذلك بهدف التكيف مع المتغيرات في بيئة المنظمات من خلال حسن توظيف الموارد واستكشاف الفرص والتحديات وتحديد عوامل القوة والضعف بالمنظمات.
ويقول الدكتور صالح القحطاني وكيل الجامعة للشئون التعليمية والأكاديمية إن التخطيط الاستراتيجي أحد الأسس المهمة لبناء الجامعات الحديثة وتطويرها، لذا فقد وضعت جامعة الخرج مشروع الخطة الاستراتيجية على رأس قائمة أولوياتها، إذ يُعد هذا المشروع أحد المشاريع التطويرية التي يُنتظر منها تقديم «وثيقة» تحدد رؤية واضحة لمعالم مستقبل الجامعة وأهدافها، واستراتيجيات العمل لبلوغ هذه الأهداف، حيث تمثل دليلاً إرشادياً للإنجازات المستقبلية للجامعة، وفي الوقت ذاته يستهدف العمل على تحقيق جملة من الأهداف في آن واحد، وبشكل متكامل.
ويرى الدكتور محمد القحطاني عميد تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني بالجامعة أن الخطط الاستراتيجية لها تأثير ايجابي ومهم في تحديد توجهات واولويات ومبادرات ومشاريع الجامعة، وقال ان الكل مسؤول من كبار القيادات الادارية والأكاديمية الى صغار موظفي الخدمات والعقود في تأسيس استراتيجية الجامعة وتحقيق أهدافها ومن الملائم إشراك الجميع في تحمل المسؤولية ليكون للمشروع قاعدة عريضة وبعد بشري وزمني.
وعن احترافية مراحل إعداد الخطة الاستراتيجية ذكر الدكتور سالم بن سعيد القحطاني عميد عمادة التطوير ورئيس فريق عمل الخطة الاستراتيجية أن عملية التخطيط صممت لتكون قائمة على التعاون في المقام الأول، وأن الفريق يعمل على إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة مراعياً ثلاث مراحل تبدأ بمرحلة تحليل الأداء الحالي فيما يخص التطلعات وأفضل الممارسات ثم مرحلة وضع الخطة الاستراتيجية وتختتم بمرحلة تنفيذ الخطة الاستراتيجية، لأن الشراكة الفعلية في بناء مستقبل الجامعة تبدأ بالشراكة الحقيقية في مرحلة تحليل الوضع الراهن، من خلال المقابلات الشخصية وورش العمل على عدد من المستهدفين من مختلف مستويات المجتمع وفئاته، كما يجب ان يقابل الفريق العديد من متخذي القرار على مستوى الدولة وعلى مستوى القطاع العام والخاص، وكذلك على مستوى خريجي وطلاب الجامعة.
تجربة جامعة الخرج 2020
بين الدكتور صالح القحطاني وكيل الجامعة للشئون التعليمية والأكاديمية أن العمل في مشروع الخطة الاستراتيجية لجامعة الخرج يتضمن بشكل عام تحديد رؤية الجامعة، ورسالتها، وأهدافها الاستراتيجية، إذ تعد هذه المكونات الثلاثة اللبنة الأساسية لتحديد وبناء مشروعات التطوير في الجامعة.
وتسعى الجامعة من خلال مشروع الخطة الاستراتيجية إلى الاستثمار في القوى البشرية من كوادر الجامعة، إذ يعمد القائمون على المشروع إلى استغلال إمكانات هذا المشروع الحيوي وفعالياته لنشر ثقافة التخطيط الاستراتيجي، والتوعية بأهميته للأفراد والمؤسسات بين كافة منسوبي الجامعة وطلابها عبر خطة مبرمجة لهذا الغرض.
كما تسعى الجامعة إلى استثمار مثل هذا المشروع لتوثيق علاقتها بعملائها الخارجيين في المجتمع بشكل عام، والمؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية على وجه الخصوص من خلال إشعارهم بأهمية هذه الخطة وإسهامهم فيها، مشيرا إلى الخطة الاستراتيجية تشتمل الخطة المقترحة لمشروع الخطة الاستراتيجية لجامعة الخرج للعشر سنوات القادمة تحديد المخرجات المرغوب فيها، وتشكيل فريق العمل بالخطة، وتحديد منهجية العمل، وتعيين الاختصاصات والمهام والأدوار، ثم تحديد الإطار الزمني للمشروع والميزانية اللازمة لإنجازه.
مخاوف وعقبات
يؤكد الدكتور سالم القحطاني بأن تحديد معايير النجاح يمثل خطوة مهمة للرقابة، فمن الأهمية تحديد المعايير التي من خلالها يقاس التقدم، هذه المعايير ستسهل المراقبة أثناء فترة تطبيق الخطة إلى حين تحقيق الأهداف.
ويرى الدكتور محمد القحطاني عميد تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني بالجامعةأن هناك تفاعلا جيدا اثناء بناء الخطة ولكن هناك قلق ان تركن كوثيقة في احد الأدراج ولذا تحديد مسؤولية التنفيذ ومعايير الأداء وآليات القياس والمحاسبة مطلب مهم لنجاح المشروع وتنفيذه كما خطط له. ويرى ياسر الربيعان أن الحماس المبالغ به في بدايات التخطيط قد يجعل قوة المتسابقين في نهايات تنفيذ الخطط تضعف، مما يعرقل تحقيق أهدافها وتلمس نتائجها، وينصح بوجود مرحلية في الخطط الإستراتيجية والاحتفال وتسليط الضوء اعلامياً لأي منجزات مرحلية خلال إعداد وتنفيذ الخطة، واطلاع المجتمع عليها إعلامياً.